في لحظات السكون، وسط ألوان الغروب الهادئة، تلمع في الأفق قصة تحمل عبرة لا تُنسى. أحيانًا يكون العمل البسيط سببًا في تغيير مصير الإنسان كله. تتجمع الناس في الساحة يتبادلون القصص، ويهمس أحدهم: اسمعوا قصة المرأة التي غفر الله لها بسبب قطة! وتبدأ الحكاية.
امرأة تُعرف بين قومها بأنها امرأة بَغِيّ تمشي بخطوات متثاقلة بين الأزقة، تحمل في قلبها ثقل الذنوب والهموم. تمر بجانبها العيون وهي تهمس وتتجنبها، لكنها لا تلتفت، غارقة في أفكارها وندمها. فوق هذا الطريق، يبدو العالم كئيبًا، حتى الطيور صامتة.
فجأة، يتردد صوت مواء خافت يوقظ شيئًا في قلب المرأة. تقترب بحذر من مصدر الصوت، فتجد قطة صغيرة محبوسة في الصندوق، عيناها حزينتان وجسدها ناحل من الجوع والعطش. يضطرب قلبها، وتشعر بحرقة في صدرها لم تعرفها من قبل.
تنظر المرأة إلى القطة بعطف، وتفتح الصندوق بأصابع مرتجفة. تخرج القطة ببطء، تئن وتبحث عن الماء. تسرع المرأة إلى بائع ماء قريب، وتملأ يدها بالماء وتسقي القطة، ثم تبحث عن فتات طعام وتطعمه لها. تلمع عينا القطة امتنانًا، ويغمر المرأة شعورٌ خفي بالراحة.
النبي محمد ﷺ يجلس بين أصحابه، ويقص عليهم قصة تلك المرأة. يقول "غفر الله لها، لأنها سقت قطة." تتغير الوجوه من الدهشة إلى التأمل، يدرك الجميع أن الرحمة قد تكون مفتاح النجاة مهما بلغت الذنوب.
يروي النبي محمد ﷺ حديثًا آخر، يذكّر فيه بأن امرأة دخلت النار لأنها حبست قطة، لم تطعمها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض. تلتفت الأنظار بين المشهدين، ويشعر الجميع بثقل المسؤولية. "لا تحتقروا أي عمل خير، ولا تستهينوا بأي ظلم… لعلّ رحمة بسيطة تكون سبب رحمة الله بكم." يرتفع صوت الحكمة فوق الساحة، يحمل رسالة خالدة في القلوب.