The Graveyard House

    By Mohamed

    The Graveyard House cover image

    11 Jul, 2023

    زمان يا ابني، كانت مقابر باب الوزير مختلفة عن دلوقتي؛ يعني مثلاً، العيلة الغنية أو اللي معاهم فلوس، كانوا بيبنوا لنفسهم بيت جميل وكبير في المقابر. بيت مش عادي يعني، دورين كده، أنيق ومتقن البناء.

    الدور الأول، كان عبارة عن الحوش بتاع المدفن، الكان يبنى فيه القبر وبيندفن فيه الأموات، وكان فيه كمان مكان فاضي زي شقة، بيكون مكان للعزاء والجنازات.

    أما الدور التاني، فكان أكبر وأفخم من الأول. كان بيكون مكان للعائلة يستريحوا فيه وقت الزيارة للمقابر. فيه كل حاجة يحتاجوها، غرف للنوم والجلوس، مطبخ وحمامات.

    وبيكون فيه كمان مكان خاص للقراءة، يجيبوا فيهم مقرئ يقرأ القرآن الكريم على روح الميت. وبعد القراءة، كانوا بيفرقوا أكل للناس على روح المتوفي.

    لكن بقى يا ابني، مع مرور الزمن، اتغير كل شيء. بقى الغني مابقاش غني، والفقير اتفقر أكتر. والناس بقت كتير جدا، وبقت تحتاج مكان للعيش فيه أكتر من مكان للموت.

    وبالمرة، مابقاش فيه فلوس كافية لبناء بيوت في المقابر، ولا حتى مكان فيهم. فبدأ الناس يدفنوا أمواتهم في المقابر العادية، وتحولت بيوت المقابر لمجرد ذكرى فاتت.

    وكمان، جاءت سنوات الفقر والمشقة الشديدة، فبدأ البعض يستغل هذه البيوت الفارغة، ويستأجرها ويعيش فيها. اتغيرت مقابر باب الوزير من مكان للموت، لمكان للحياة.

    والحياة في المقابر، كانت حياة صعبة. لكن الناس الكانوا بيعيشوا فيها، ولا لقوا هم فيها، دمر كل حاجة، وحاولوا يعرفوا يعيشوا على أفضل وجه.

    واليوم يا ابني، مازالت مقابر باب الوزير تتغير. مازال الناس بيعيشوا فيها، وبيحاولوا يعملوا منها محل عيش لهم. ولكن الأكيد، إن كل شيء اتغير، ومش هينفع يرجع زي زمان.

    واللي ما ينساش يا ابني، إن الغني يمكن يصبح فقير، والفقير يمكن يصبح غني، والناس يمكن تتغير، والدنيا برضه تتبدل. لكن اللي مايتغيرش، ده هو الحب والرحمة، وإحنا ديما برضه نحب ونحترم بعض.

    والنهاية، كل الحكايات بتعلمنا الحكمة، وبيت المقابر ده، بيعلمنا على الصبر والتسامح، القناعة والمحبة، وأهم حاجة، بيعلمنا إن الحياة والموت جزء من نفس العملة.