كان ياما كان في قديم الزمان، في أحد الأيام الهادئة والساكنة، كانت هناك نعجة أم. كانت تعيش مع خرافها السبعة الأذكياء في بيت صغير ولطيف في أعماق الغابة.

النعجة الأم كانت مصدراً للحنان والحب الكبير تجاه أطفالها الصغار. وكانت تجعلهم يظنون دائماً أن العالم هو مكان مليء بالأمان والسعادة.

لكن النعجة الأم تعلم أيضا أن العالم الذي يعيشون فيه، مليء بالأخطار، وأكبرها هو الذئب الشرير، الذي كان يراقبهم باستمرار.

فقالت إلى أطفالها: "أنتم يجب أن تكونوا حذرين من الذئب، إنه كائن شرير بصوت غليظ وجلد أسود. لا تفتحوا الباب لأي واحد أثناء غيابي."

وفي أحد الأيام، خرجت الأم للسوق لجلب الطعام ووضعت أطفالها في البيت، وأحكمت الباب جيداً وذكرتهم بعدم فتح الباب لأي شخص.

وكان الذئب الماكر يراقب بيت الخراف كل يوم، وعندما علم أن الأم ذهبت للسوق، قرر أن يقوم بخطته الشيطانية.

وبينما الخراف الصغيرة كانت تلعب في المنزل، كان الذئب يقترب سراً من الباب. دق الذئب الباب وقال بصوته الغليظ: "أنا أمكم، فتحوا الباب لي".

لكن الخراف الصغيرة ذكرت نصيحة أمها وعرفت أن الذئب يحاول الدخول، فأجابت، "لا، أمي ليست لديها صوت غليظ كهذا. أنت الذئب!"

الذئب أصبح غاضباً، لكنه ذهب للمحاولة مرة أخرى. هذه المرة، تظاهر بصوت أكثر رقة ودق الباب مرة أخرى.

ولكن الخراف كانت أذكى من ذلك. أحدها نظر من خلال الثقب واكتشف أن لون الذئب كان أسود، وإذا بالذئب يمسك جلده ليجعله يبدو أبيض.

هذه المرة، رد الخراف بثقة: "لا، أنت لست أمي! أمي ليست لها جلد أسود كهذا. أنت الذئب!"

الذئب أصبح أكثر غضباً، لكنه لم يستسلم. قرر الذئب أن يجرب خطة أخيرة، بدأ بالصعود على سقف البيت.

لكن الخراف الأذكى رأى الذئب يتسلق السقف وسرعان ما أطفأت الموقد ووضعت فيه قدراً مليئاً بالماء وأشعلت النار.

الذئب بعد ان تسلق السقف، قفز في المدخنة وهبط مباشرة في القدر المليء بالماء المغلي. فصاح من الألم وهرب بسرعة من البيت.

عادت الأم من السوق وفجأة اكتشفت ما حدث. فرحت كثيرا عندما علمت أن الخراف الصغيرة كانت قد أنقذت نفسها من الذئب الشرير.

الأم أحضنت أطفالها وشكرتهم على شجاعتهم وذكائهم. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت الأم والأطفال الخراف يحتفلون بنجاحهم في التغلب على الذئب.

وقد تعلم الجميع من هذه القصة أن الذكاء والشجاعة يمكن أن يساعد في التغلب على أي خطر، حتى إذا كان الخطر أكبر وأقوى منك.